يُمثِّل انحناء العضو الذكري أحد التغيُّرات غير الطبيعية في زاوية أو اتجاه انتصاب العضو الذكري، وقد يكون انحناء القضيب في أيٍّ من الاتجاهات الأربعة (أعلى – أسفل – يمين – يسار)، وِفق سبب الانحناء وطبيعته. كما يؤثِّر انحناء العضو الذكري – بالضرورة – على شكل وطول القضيب سلبًا. يختلف مدى تأثير الانحناء بناءً على زاوية ميل أو تقوس القضيب، فحالاتُ انحناء القضيب دون 30 درجة، عادةً ما تكون يسيرة، ولا تُسبب مشكلاتٍ أثناء الجماع. أمَّا إذا زادت درجة الانحناء عن ذلك؛ فقد يؤثِّر سلبًا على الحياة الزوجية. وللتغلُّب على ذلك؛ نتناول معكم، في هذا المقال، أبرز أسباب وأحدث طرق علاج انحناء العضو الذكري.. نتمنى لكم قراءة ممتعة.
أنواع انحناء العضو الذكري
ينقَسِم انحناء العضو الذكري إلى نوعين رئيسييَّن:
- انحناء العضو الذكري الخِلقي: يحدُث نتيجة خلل في تكوين القضيب ذاته، أو مجرى البول. ما يسبب اعوجاجًا للقضيب يظهر غالبًا في مرحلة البلوغ. لا تتعدى نسبة هذا النوع أكثر من 1% من الرجال حول العالم.
- انحناء العضو الذكري المكتسب: يعني اعوجاج القضيب المكتسب، حدوث تغيُّر في زاوية انتصاب القضيب نتيجة مشكلة مكتسبة مثل: داء بيروني (Pyronie’s disease)، أو الحقن المتكرر للعضو الذكري، وهو نوعٌ أكثر شيوعًا من الانحناء الخِلقي.
أسباب انحناء القضيب
تختلف هيئة انحناء العضو الذكري تبعًا لنوع الانحناء، وفيما يلي نتعرف بالتفصيل على أسباب انحناء القضيب:
1- داء بيروني
يُعد داء بيروني (Peyronie’s disease) أشهر أسباب تقوس العضو الذكري وانحنائه لأعلى، إذ يؤثِّر على حوالي 4% من الرجال، ويُعتقد أنه ينشأ عن تكرار إصابات العضو الذكري، ما يُكوِّن نسيجًا ندبيًّا (تليُّف)، في الغلالة البيضاء، يُعيق انتصاب القضيب بصورة طبيعية، كما يُسبب ألمًا أثناء الانتصاب، يجعل الجماع أمرًا عسيرًا، وقد يرتبط داء بيروني بوجود بعض الأمراض المناعيَّة.
2- التشوهات الخِلقية
يعاني بعض الأطفال انحناء العضو الذكري نتيجة خللٍ في تكوينه، مثل: نمو أحد جانبيه أكثر من الجانب الآخر، ما يُسبب انحناءً جانبيًّا للقضيب، أو حالة الإحليل السفلي (Hypospadias)، حيث يؤدي تغيُّر موضع فتحة التبوُّل إلى تقوس العضو الذكري لأسفل، وعادةً ما تُلاحظ تلك الحالات في مرحلة البلوغ، إلا أنَّها قد تكون ظاهرةً خلال مرحلة الطفولة. يظل سبب حدوث تلك المشكلات الخلقية أمرًا مُبهمًا حتى الآن.
3- الأمراض المناعية
في أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune)، يهاجم جهاز المناعة بعضَ أنسجة الجسم، مُسبِّبًا بعض الأضرار التركيبية والوظيفية، ومِن الأمراض المناعية المرتبطة بتقوس العضو الذكري؛ متلازمة شوغرن، ومتلازمة بهجت، والذئبة الحمراء، إذ لوحِظ ارتباط وجود تلك الأمراض بزيادة معدل الإصابة بداء بيروني.
4- أمراض الأنسجة الضامة
كما هو الحال في الأمراض المناعية سابقة الذكر، يُعزز عددٌ مِن أمراض الأنسجة الضامة فرصةَ التعرُّض لداء بيروني وانحناء العضو الذكري، كما هو الحال مع داء دوبويتران (Dupuytren’s disease)، والتهاب اللِّفافة الأخمصية (plantar fasciitis)، وتصلُّب الجلد (scleroderma)؛ إذ تقترن تلك الأمراض بانحناء العضو الذكري بمعدل أكبر من المتوقَّع.
5- الأنشطة العنيفة
تُسبب بعضُ النشاطات العنيفة – سواءً أكانت جنسيةً أم رياضيَّةً – جروحًا دقيقةً بالقضيب. يُرجَّح أنَّ التعرُّض المتزايد لتلك الإصابات – على بساطتها – يزيد من احتمالية تعرُّضك لانحناء لقضيب (داء بيروني).
6- كسر (تمزُّق) القضيب
يحدث كسر القضيب عند انحناء القضيب المُنتصِب، انحناءً قويًّا، مفاجِئًا، لأسفل. ولأنَّ العضو الذكري لا يحتوى على عِظام؛ فيُعنَى بكسر العضو الذكري تمزُّق الأنسجة الداخلية له، وتحديدًا الغِلالة البيضاء (Tunica Albuginea)، ما يُسبِّب اعوِجاجًا بالقضيب وِفق طبيعة التمزق.
عوامل خطر التعرض لاعوجاج القضيب
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى زيادة احتمالية التعرُّض لاعوجاج القضيب في الحالات الآتية:
- التقدم في العمر.
- تكرار النشاطات الجنسية العنيفة.
- تعرُّض أحد أفراد العائلة بداء بيروني.
- الإصابة بداء السكري مع ضعف الانتصاب.
- بعد علاج سرطان البروستاتا، جراحيًّا أو إشعاعيًّا.
- تاريخ مرضي سابق بأحد الأمراض المناعية أو أمراض الأنسجة الضامة.
أعراض انحناء العضو الذكري
تتمثَّل أبرز أعراض انحناء القضيب فيما يلي:
- وجود ألم أثناء الانتصاب.
- عدم القدرة على إتمام الجماع.
- قصر القضيب عن الطول الطبيعي.
- تغيُّر زاوية أو اتجاه انتصاب القضيب.
- تكوُّن كُتَل ندبيَّة تحت جلد العضو الذكري.
مضاعفات انحناء العضو الذكري
مع استمرار انحناء العضو الذكري، والتأخُّر في إجراء الفحص الطبي، قد يُعرِّضُك ذلك لعدد من المضاعفات، وتحديدًا مع داء بيروني، الذي يزداد فيه الانحناء تدريجيًّا، ومِن المضاعفات المحتملة، ما يلي:
- تشوُّه القضيب.
- ضعف الانتصاب.
- العجز عن الجماع.
- توتر العلاقة الزوجية.
- الإحباط، والضيق من مظهر القضيب.
يلاحَظ – عزيزي القارئ – أنَّ تِلك المضاعفات بجُملتِها قد تمثِّل عائقًا قويًّا أمام قدرتك على الإنجاب. لذا ينصح الدكتور محمد وائل رجب بضرورة الحصول على استشارة طبية فور ملاحظة انحناء العضو الذكري، أو ألمٍ أثناء الانتصاب. إذ إنَّ التشخيص المبكِّر يحميك من تلك المضاعفات، ويوفِّر لك فرصًا علاجيَّةً أيسر وأسرع.
تشخيص انحناء العضو الذكري
يرجِع تشخيص انحناء العضو الذكري إلى معرفة الأعراض التي يُعانيها المريض، وبعض الاستفسارات عن تاريخه المرضي. بجانب الفحص الطبي للعضو الذكري؛ لمعرفة أسباب انحناء لقضيب، ودرجة الانحناء أو التقوس، ومدى تأثيرها على طول القضيب، ومِن ثَمّ تحديد العلاج المناسب.
يساهم التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) في عرض تفاصيل أكثر عن حالة العضو الذكري، ما إذا كانت هناك إصابة داخلية أو مرضٍ ما، يرتبط مباشرةً بانحناء القضيب.
علاج انحناء العضو الذكري
يعتمد علاج انحناء العضو الذكري على درجة ذلك الانحناء والأعراض المصاحبة له. فليست كل حالات انحناء العضو الذكري تتطلّب علاجًا، إذ قد تكون درجة الانحناء أو التقوُّس يسيرة بما لا يُسبب ألمًا، ولا يُعيق الجماع. كذلك قد يُكتفى بالعلاج الدوائي في بعض حالات التقوس البيروني التي شُخِّصَت باكِرًا، إذ تحدُّ الأدوية المستخدمة من تكوُّن النسيج الندبي، وتمنع زيادة الانحناء.
أما بالنسبة للحالات المتقدمة، أو ذات الدرجة الكبيرة من الانحناء، فإنَّ علاج انحناء العضو الذكري جراحيًّا هو الخيار الأنسب لاستعادة الانتصاب الطبيعي مرة أُخرى، وعادةً ما تستغرق الجراحة 1-3 ساعات، ويعود المريض للمنزل في ذات اليوم. تتمثَّل دواعي الجراحة في الآتي:
- ألم شديد أثناء الانتصاب مع عدم القدرة على إتمام الجماع.
- اعوجاج القضيب يمينًا أو يسارًا بزاوية أكبر من 15 درجة.
- انحناء القضيب لأعلى بزاوية أكبر من 30-40 درجة.
- تقوس القضيب لأسفل بزاوية أكبر من 30 درجة.
تتضمن الطرق الجراحية المُتَّبعة، ما يلي:
1- ترقيع القضيب
تفيد تلك الجراحة في علاج داء بيروني، عبر إزالة النسيج المُتليِّف والمسبب للانحناء، واستبداله بنسيج آخر سليم من أحد أجزاء الجسم. عندئذٍ يستعيد القضيب مظهَرَه وطوله الطبيعي. تُستخدم تلك التقنية إذا لم يكن داء بيروني مصحوبًا بضعف الانتصاب.
2- ثني القضيب
يعني ثنيُ القضيب استئصال جزء من الغلالة البيضاء في الناحية المقابلة للنسيج الندبي (المُتلَيِّف) الخاص بداء بيروني، دون إزالة ذلك النسيج. ما يعيد للعضو الذكري زاوية انتصابه الطبيعية مرة أُخرى، وأثبتت تلك العملية كفاءة كبيرة. ربما تُقصِّر من طول القضيب شيئًا يسيرا.
3- علاج انحناء العضو الذكري بالشد
عند اعوجاج القضيب نتيجة زيادة طول أحد الجانبين عن الآخر، يُمكن اللجوء لتقنية شد القضيب؛ لتحسين الانتصاب واستعادة وضعه الطبيعي. تعتمد فكرة العملية على شد الجانب الأطول من القضيب قليلًا ليستوي طول كِلا الجانبين. قد يقصر طول القضيب قليلًا مع ذلك الإجراء.
4- تدوير الجسمين الكهفيين
عند التعرُّض لتقوس العضو الذكري لأسفل بزاوية كبيرة (90 درجة)، يُفضل اللجوء لتقنية تدوير الجسمين الكهفيين بدلًا من تقنية الشد؛ تجنُّبًا للتقصير الشديد المحتمل في طول القضيب مع الطرق الأُخرى؛ إذ يتم تدوير الجسمين الكهفيين للقضيب بالوضع الأنسب لتعديل زاوية الانتصاب، والتخلص من التقوُّس. تتميز تلك العملية بالحفاظ على طول العضو الذكري كما هو دون أي تقصير.
خاتمة
- يُعد انحناء العضو الذكري أحد أشهر أسباب الألم أثناء الانتصاب.
- يلعب التشخيص المبكر دورًا محوريًّا في تحديد آلية علاج انحناء القضيب.
- تحافظ تقنية تدوير النسيجين الكهفيين على طول العضو الذكري، بخلاف تقنية الشد.
- تواصل معنا الآن في عيادات د. محمد وائل رجب، لحجز موعد والحصول على استشارة طبية.