fbpx

ألم الخصية: 10 أسباب محتملة وطرق العلاج بالتفصيل

ألم الخصية

يؤرِّق ألم الخصية حياة كثيرٍ من الرجال، خشيةَ تأثُّر نشاطها الطبيعي في إنتاج الحيوانات المنوية، ولكنّ ألم الخصيتين متُعدِّد الأنماط والأسباب؛ فقد يكون الألم حادًّا، مثل الناجِم عن ارتطام أو التواء الخصية، وقد يكون مُزمِنًا، كالذي تُسبِّبه دوالي الخصية، ورُبّما تكون آلام الخصية مبهمة السبب، وفيما يرتبط الم الخصية اليسرى بالدوالي عادةً، تقف أسبابٌ أُخرى وراء الم الخصية اليمنى بخلاف الدوالي

ومع تغاير أسباب ألم الخصية؛ تختلف طرق العلاج المناسبة، إذ تقتصِر حاجة بعض المرضى على الراحة وتقليل النشاط البدني، في حين يلزَم قسمٌ آخرٌ من المرضى تناول أدويةٍ مُعيّنة، أو إجراء عمليّةٍ جراحيّةٍ لعلاج ألم الخصيتين، وفي هذا المقال تجدون تفصيل أسباب الم الخصية اليسرى واليمنى على حدٍّ سواء، وما ينبغي فعله حيال ألم الخصية المفاجئ، إضافةً إلى طرق علاج ألم الخصيتين باختلاف أسبابه.

أنواع ألم الخصية

يتمايز ألم الخصيتين في طبيعته تبعًا لسبب حدوثه، إذ تُسبِّب بعض المُشكلات الصحيّة ألمًا حادًّا في إحدى الخصيتين أو كلتيهما، في حين ينجُم ألم الخصية المزمن عن عددٍ من المشكلات الأُخرى، وإليك الفارق بين النوعين:

  • ألم الخصية الحاد: يظهر فجأةً ودون سابق إنذار، وينبغي التعامل معه كحالةٍ طارئة، إذ قد ينجُم عن التواء الخصية الذي يقطع عنها الإمداد الدموي، إضافةً إلى بعض الأسباب الأُخرى، مثل: التهاب الخصية، أو اصطدامها بقوة.
  • ألم الخصية المزمن: ألمٌ مُستمرٌّ أو مُتقطِّع، يدوم لأكثر من ثلاثة أشهر، وقد ينشأ عن دوالي الخصية أو حصوات المجرى البولي، أو تضرُّر بعض الأعصاب، إلى غير ذلك من الأسباب، وفي كثيرٍ من الحالات يكون غير معلوم السبب.

أسباب ألم الخصيتين

ينتُج ألم الخصية في أغلب الحالات عن مُشكلةٍ بها أو بكيس الصفن، ولكنّ بعض المرضى قد يُعانون ذات الألم رُغم سلامة الخصيتين من الآفات، ولذا نتطرّق فيما يلي إلى أبرز أسباب ألم الخصية، وأهم المُشكلات الكامنة وراءه:

1- التهاب الخصية والبربخ

غالبًا ما يلتهِب البربخ بفعل العدوى المنقولة جنسيًّا (STI)، مثل: المُتدثِّرة، والسيلان، أو عدوى المسالك البولية، وقد ينشأ الالتهاب أيضًا – بنسبةٍ أقل – عن الصدمات، أو بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: الذئبة الحمراء.

ويُعد التهاب البربخ أبرز أسباب ألم الخصية الحاد لدى الرجال فوق سِنّ الخامسة والعشرين، وقد يصحبه التهابٌ في الخصية أيضًا، ويعتمد علاج التهاب البربخ الناجم عن العدوى على المضادات الحيوية، التي تختلف تبعًا لنوع العدوى.

2- التواء الخصية

يؤدِّي التواء الخصية أو الحبل المنوي إلى قطع الإمداد الدموي عنها، ما يُسبِّب ألمًا حادًّا في الخصية المُتضرِّرة، مع شعورٍ بالغثيان ورغبةٍ في التقيُّؤ، ويتطلّب الأمر جراحةً عاجلةً لفكِّ الالتواء، وإعادة التروية الدموية ثانيةً، ما يجعل ألم الخصية الحاد دافعًا قويًّا للحصول على الرعاية الطبيّة في أسرع وقت، ورغم شيوع التواء الخصية لدى الذكور الأصغر من 25 سنة؛ إلّا أنّه وارد الحدوث في مختلف الفئات العُمرية، ويُعد الالتواء أحد أسباب الم الخصية اليسرى الحاد، فيما يقلّ حدوثه في الخصية اليمنى.

3- دوالي الخصية

تضخُّم الأوردة الدقيقة المُغذِّية للخصية، التي تُشكِّل ما يُسمّى الضفيرة المحلاقيّة (Pampiniform Plexus)، وغالبًا ما تنشأ الدوالي عن خللٍ في صمامات تِلك الأوردة، ما يُسبِّب تراكم الدم داخلها، وقد لا يصحَب دوالي الخصية أيُّ أعراضٍ تُذكَر، أو يُلاحِظ المريض ألمًا طفيفًا يتزايد مع المجهود البدني، إذ تختلف أعراض الدوالي تبعًا لدرجتها.

تُصيب الدوالي الخصية اليُسرى في 80-90% من الحالات، ولذا يُشتبه في دوالي الخصية أكثر مع الم الخصية اليسرى، في حين تندُر دوالي الخصية اليُمنى، وننصَح باستشارة طبيب الذكورة عند ملاحظة كتلةٍ غير مألوفة على إحدى الخصيتين أو ألمٍ يتزايد مع الحركة ويقِل عند الاستلقاء؛ فدوالي الخصية عند التأخُّر في علاجها قد تُسبِّب صعوبةً في الإنجاب.

4- الفتق الأُربي

نوعٌ من الفتق تمرُّ فيه أجزاءٌ من الأمعاء عبر النفق الأُربي (Inguinal Canal)، حيث يمر الحبل المنوي المتصِّل بالخصية، ويُصاب نحو 25% من الرجال بالفتق الأُربي، الذي ينتُج غالبًا عند ضعف عضلات البطن مع كِبر السن، ويتِّسم بالأعراض الآتية:

  • ألم الخصية.
  • تضخم كيس الصفن.
  • انتفاخ في منطقة الأربية. 
  • تزداد الأعراض وضوحًا مع السُّعال أو حمل الأثقال.

جديرٌ بالذكر أن الفتق الأُربي يميل إلى الظهور أكثر في الناحية اليُمنى، لذا يُمكن تصنيفه ضمن أسباب الم الخصية اليمنى، وإن كان حدوثه في الناحية اليُسرى واردًا أيضًا.

5- حصوات الجهاز البولي

تتركّز أعراض الحصوات في الجهاز البولي، لتشمَل: ألم الخاصرة، وتغيُّر لون ورائحة البول، والألم والحرقة في أثناء التبول، ولكنّ المسارات العصبيّة المُشتركة بين الخصية وبعض أجزاء الجهاز البولي؛ قد تولِّد ألمًا في الخصية – رغم سلامتها – عند تكوُّن حصوات الكلى أو الحالب، ويُعرَف ذلك بالألم الرجيع (Referred Pain).

6- ارتطام الخصية

إنْ اصطدمتْ الخصيتان أو إحداهُما بجسمٍ صلبٍ بقوّة، فإنّ ذلك يُسبِّب ألمًا مُتفاوتًا تبعًا لقوّة الصدمة، ففي حالاتٍ يقتصِر الأمر على ألم الخصية الطفيف، وسرعان ما يزول، في حين يولِّد ارتطام الخصية نتيجة حادثٍ، أو صدمةٍ عنيفةٍ، ألمًا حادًّا ورُبمّا إصابةً شديدةً بالخصية.

ولذا ينبغي أن تزور طبيب الذكورة في أقرب وقتٍ إن تعرضتْ لإصابة مباشرةٍ في كيس الصفن؛ للاطمئنان على سلامة الخصيتين، وعلاج أيّ مشكلةٍ قبل تفاقمها.

7- أورام الخصية

يُعد ورم الخصية السرطاني من الأورام نادرة الحدوث، وغالبًا لا يُسبِّب أيّ ألمٍ في الخصية بادئ الأمر، ولكنّ بعض الأورام مُتسارعة النمو قد تُسبِّب نزيفًا أو تقطَع الإمداد الدموي عن الخصية، ما ينجُم عنه ألمٌ متفاوت الشدّة بين مريضٍ وآخر، ونظرًا لتداخل أعراض الورم مع مُشكلاتٍ أُخرى مثل: الفتق الأربي، والتهاب البربخ والخصية؛ يتطلّب الأمر طبيبًا خبيرًا للتفريق بين أسباب ألم الخصية المحتملة.

وقد أفادتْ بعض الدراسات أنّ سرطان الخصية رُبّما يُسبِّب ألمًا حادًّا لدى 10% من المرضى، كما أنّ بعض العوامل تجعل تكون الورم السرطاني في الخصية اليُمنى أكثر من اليُسرى، ولذا يُحتمل أن يدل الم الخصية اليمنى على ورمٍ سرطاني، بالنظر أولًا إلى طبيعة الأعراض المرافقة.

8- ضعف عضلات قاع الحوض

يُعتقَد أنّ ضعف تِلك العضلات قد يكون سببًا وراء ألم الخصية المُزمن، ففي دراسةٍ أُجريتْ على 41 رجلًا يشكون ألمًا مُزمنًا في الخصية دون سببٍ واضِح؛ اتّضح أن 93% منهم يُعانون عرَضًا واحدًا على الأقل من أعراض قصور أو توتُّر عضلات قاع الحوض، مع مُلاحظة تحسُّن ألم الخصية بالمواظبة على جلسات العلاج الطبيعي لرفع كفاءة عضلات قاع الحوض.

9- ارتفاع الضغط البربخي

تنجُم تِلك الحالة عن الاستثارة العصبية المطوّلة دون بلوغ النشوة الجنسية، أو قذف السائل المنوي، ما يُسبِّب احتقان وألم الخصية، ويُعد ارتفاع الضغط البربخي ضمن أبرز أسباب ألم الخصيتين لغير المتزوج من الشباب.

10- أسباب أُخرى

لا تقِف أسباب ألم الخصية عند ما ذُكِر فحسب، إذ يُحتمَل أن تنجُم أيضًا عن أيٍّ مما يلي:

  • ألم الظهر: قد تُسبِّب آلام الظهر الناتجة عن انضغاط الأعصاب، أو الانزلاق الغضروفي الم الخصية اليمنى أو اليسرى.
  • القيلة المائيّة: عادةً لا تُسبِّب ألمًا، ويقتصِر الأمر على تجمُّع السوائل، ولكنّ بعض الرجال قد يُعانون ألمًا في كيس الصفن مع القيلة المائية.
  • العمليات الجراحيّة: بعض الإجراءات العلاجيّة مثل: عملية دوالي الخصية، أو إصلاح الفتق الأربي، أو جراحات الحوض، مثل: استئصال البروستاتا؛ قد يعقبها ألم الخصية المزمن، إن تضرَّر أحد الأعصاب المُغذِّية لها جرّاء العملية.
  • متلازمة ألم الحوض: يصحبها ألمٌ مزمِنٌ في الخصية أيضًا في 50% من الحالات تقريبًا.
  • التهاب البروستاتا المزمن: قد يُعاني بعض المرضى ألمًا مُزمنًا في الخصية رفقة التهاب البروستاتا.
  • فُرْفُرِيَّة شونلاين هينوخ: اضطرابٌ وعائيٌّ يُسبِّب التهابًا في الأوعية الدموية الدقيقة، في مختلف أجزاء الجسم، شاملًا الأوعية الدموية المغذيّة للخصية في بعض الحالات، وتبدأ ملاحظة تِلك الحالة في سنِّ الرابعة أو الخامسة غالبًا، وهو أحد أسباب ألم الخصية عند الأطفال.
  • ألم مجهول السبب: في كثيرٍ من الحالات (25-50%) لا يتّضِح سببٌ لألم الخصية الذي يشكو منه المريض، وعندئذٍ ينبغي النظر إلى العوامل النفسية، مثل: الاكتئاب الشديد، وبعض العوامل الأُخرى مثل: الالتهاب عصبي المنشأ، أو تحسُّس الأعصاب.

تشخيص ألم الخصية

نظرًا لتعدُّد أسباب الم الخصية اليسرى واليمنى، يعتني الطبيب بمعرفة التاريخ الطبي تفصيلًا، بما في ذلك حالتك الصحيّة، والأمراض المُزمنة التي تُعانيها، والعمليات الجراحيّة التي سبَق إجراؤها، وطبيعة النشاط الجنسي في الآونة الآخيرة، ونحو ذلك مِمّا يُفرِّق بين أسباب ألم الخصية المختلفة.

إضافةً إلى طبيعة الألم الذي تشعُر به، وكيف كان ظهوره للمرّة الأولى، وبم يتأثّر زيادةً أو نقصانًا، وهل تصحبه أعراضٌ أُخرى، ثُم تُجرَى بعض الفحوصات الطبية اللازمة؛ للوصول إلى التشخيص الدقيق لحالتك، ومعرفة سبب ألم الخصية.

الفحص البدني

يفحص الطبيب كيس الصفن بعناية، ويتحقّق من حجم الخصيتين، وطبيعة الم الخصية اليمنى أو اليسرى، ووجود أي تورُّم أو كتلة غريبة داخل كيس الصفن، وقد يشمل الفحص أيضًا منطقة الأربية، وأجزاءً من البطن.

الفحوصات المعملية

تُساعد التحاليل الطبيّة في التحقُّق من بعض أسباب ألم الخصية، ولذا يطلب الطبيب إجراء التحاليل الآتية:

  • تحليل البول.
  • فحص العدوى المنقولة جنسيًّا.
  • تحاليل الدم؛ للكشف عن واسمات الأورام السرطانية.

الفحوصات التصويرية

يُعد التصوير بالموجات فوق الصوتية (الدوبلر الملون) أبرز الاختبارات التشخيصية لأسباب ألم الخصية، إذ يكشف عن تدفُّق الدم إلى الخصية، الذي يكون ضئيلًا أو معدومًا مع التواء الخصية، وزائدًا مع التهاب البربخ والخصية، وقد تُساعد بعض الفحوصات أيضًا عند الحاجة إلى مزيدٍ من التفاصيل، أو تهيئة المريض لعمليةٍ جراحيّة، مثل:

  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • أشعة الرنين المغناطيسي.

طرق علاج ألم الخصية

تُعالَج آلام الخصية بناءً على سببها، إذ قد يكفي حصول المريض على قسطٍ من الراحة لزوال الألم تدريجيًّا، ورُبّما يتطلّب الأمر إجراء عمليةٍ جراحيّةٍ لعلاج ألم الخصية، وتُحدّد آلية العلاج المناسبة بعد إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة، وفيما يلي طرق العلاج بالتفصيل:

علاج ألم الخصيتين طبيعيا

تُساعد بعض النصائح في تخفيف الم الخصية اليمنى أو اليسرى، ومنع تفاقُمه، مثل:

  • الراحة: قلِّل المجهود البدني، وتجنّب حمل الأشياء الثقيلة.
  • رفع الخصية: يُساعد ارتداء كيس رافع للخصيتين في تقليل الألم والتورم.
  • الأدوية: يُمكن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل: إيبوبروفين) أو المسكنات الأفيونيّة، (مثل: أسيتامينوفين)؛ لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
  • كمادات الثلج: تُقلِّل الألم والتورم، ويُمكن تكرار استخدامها بضعة مرات في اليوم، على مدار عِدّة أيام، على ألّا تتجاوز مُدّة الجلسة الواحدة 15 دقيقة.
  • تعديلات في نمط المعيشة: تشمل تقليل الكافيين، والأطعمة الحمضيّة والحارة، وتجنّب الإمساك، وكذلك عدم البقاء جالسًا لفترةٍ طويلة؛ إذ قد تُزيد تِلك العوامل ألم الخصية في بعض الحالات.
  • تدليك عضلات قاع الحوض: ساهم ذلك النوع من العلاج في تخفيف الألم كثيرًا لدى 50% ممّن يشكون ألم الخصية المزمن غير معلوم السبب، وذلك بعد اثني عشر جلسة فقط.

على صعيد ألم الخصية المزمن، تُشير بعض الدراسات إلى أنّ نجاح العلاج التحفُّظي – سابق الذكر – يحظى بنسبة نجاحٍ ضئيلة، لا تتجاوز 15.2%، ومع ذلك؛ يظل الخيار العلاجي الأول قبل اللجوء لخياراتٍ أُخرى أكثر تدخُّلًا.

أدوية علاج الم الخصية

تختلف الأدوية المناسبة بين مريضٍ وآخر، تبعًا لسبب ألم الخصية، سواءٌ أكان ناجمًا عن عدوًى أو التهابٍ عصبي، أو غير ذلك، ولذا يجب الرجوع إلى الطبيب أولًا قبل تناول أيٍّ من الأدوية الآتي ذكرها:

1- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)

عادةً ما تُتناول على مدار ثلاثين يومًا لعلاج ألم الخصية المزمن، وتقليل التهاب الخصية والأعراض الأُخرى المصاحبة، ولكنّن احتماليّة تجدُّد الألم بعد إيقاف الدواء تصِل إلى 50%، ويرجع ذلك إلى طبيعة المُشكلة المُسبِّبة للألم، كما تفيد في تخفيف ألم الخصية الحاد الناجم عن ارتطام الخصية.

2- المضادات الحيوية 

قد تحتاج إلى تناولها لمُدّة ما بين 2-4 أسابيع، ويلجأ إليها الطبيب عندما تُسفِر الفحوصات التشخيصية عن إصابتك بعدوًى بكتيريّة، في حين تُستخدم مضادات الفيروسات لعلاج العدوى الفيروسية.

3- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) 

تخفِّف ألم الخصية العصبي، ويستمرّ تناولها ما بين 2-4 أسابيع، وقد يحتاج بعض المرضى إلى 8 أسابيع للوصول إلى أفضل نتيجة، ومن أمثلتها: كلوميبرامين.

4- مضادات التشنج 

إنْ مرّ على تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات 30 يومًا دون تحسُّنٍ ملحوظ؛ يُمكن اللجوء إلى بعض مضادات التشنج لتخفيف ألم الأعصاب، مثل: جابابنتين، ووفقًا لدراسةٍ طبيّة؛ نجحتْ تِلك الأدوية في تخفيف الألم لدى 60% من مرضى ألم الخصية المزمن مجهول السبب.

إحصار أعصاب الحبل المنوي (Nerve Block)

إذا استمرّ ألم الخصية المزمن دون نجاح الأدوية في تخفيفه، فيُمكن الاعتماد على خيارٍ آخر قبل اللجوء للحلول الجراحيّة، وهو إحصار أعصاب الحبل المنوي، وذلك بحقن مادّة بوبيفاكايين (Bupivacaine) داخل الحبل المنوي مباشرة؛ لمنع الإشارات العصبيّة المُسبِّبة للألم، وقد يُجرى ذلك بمساعدة الموجات فوق الصوتية.

ورغم نجاح ذلك الإجراء في تخفيف الألم، إلّا أنّ أغلب المرضى يحتاجون إلى تكراره كل أسبوعين تقريبًا؛ لمنع تجدُّد الألم، وإذا لم تتعدّى قدرته على تخفيف الألم بنسبة 50% على الأقل، ننتقِل إلى الخيارات الجراحيّة.

علاج ألم الخصية جراحيًّا

تُعد الجراحة آخر طرق علاج ألم الخصية، وتختلف الآلية الجراحيّة تبعًا لسبب الألم، وفيما يلي أبرز الإجراءات الجراحيّة المستخدمة:

1- إصلاح التواء الخصية

تُعد الجراحة العلاج الأمثل لفك التواء الخصية، وينبغي إجراؤها خلال وقتٍ قصير من الالتواء؛ تجنُّبًا لانقطاع التروية الدموية لفترةٍ طويلة، ما يُعرِّض الخصية للضمور، فإنْ لاحظتَ ألمًا حادًّا ومفاجئًا في الخصية، مع شعورٍ بالغثيان ورغبةٍ في القيء؛ فبادر بالحصول على الرعاية الطبية في أقرب وقت.

2- إصلاح الفتق الأربي

تهدف الجراحة إلى إعادة الأمعاء إلى موضعها الطبيعي، داخل تجويف البطن، ما يُزيل الضغط الواقع على الحبل المنوي، وبالتالي تقِل آلام الخصية، كما يُدعِّم الطبيب عضلات البطن لمنع تكرار الفتق مرةً أُخرى.

3- جراحة دوالي الخصية بالميكروسكوب

يُعدّ ألم الخصية المزمن، غير المستجيب للعلاج، داعيًا لإجراء عملية دوالي الخصية، وقد أسهمتْ الجراحة الميكروسكوبية في علاج الدوالي بأعلى قدرٍ من الأمان، إذ يمنَح الميكروسكوب الجراحي قوّةً تكبيريّةً فائقةً للأوردة المُتضخمّة، وما يُجاورها، وبالتالي يتمكّن الجرّاح من ربط الأوردة التالفة، دون إضرارٍ بأيٍّ من محتويات الحبل المنوي، ويتعافى المريض في وقتٍ أقل، مقارنةً بالآليات الجراحيّة الأخُرى

وأفادتْ دراساتٌ طبيّة نجاح عملية الدوالي في تخفيف الألم لدى حوالي 72.4 – 94.3% من المرضى، ويمتاز دكتور محمد وائل رجب بخبرته الكبيرة في علاج دوالي الخصية بالجراحة الميكروسكوبيّة، مع التحضير المناسب للعمليّة، والمتابعة الدوريّة بعدها، ما يكفُل لك حلًّا نهائيًّا لآلام الخصية الناتجة عن الدوالي.

4- إزالة تعصيب الحبل المنوي بالجراحة الميكروسكوبية (MDSC)

إنْ لم يستجب ألم الخصية المزمن مجهول السبب إلى العلاج التحفظى أو الدوائي، فإنّ تِلك العملية تتضمّن قطع الأعصاب الحسيّة المُغذِّية للخصية، والتي تمر عبر الحبل المنوي، ما يمنح المريض راحةً تامّةً من ألم الخصية المزمن. 

وتُساعد التقنية الميكروسكوبيّة في إضفاء درجةٍ عاليةٍ من الأمان، إذ يتمكّن الطبيب من عزل الأوعية الدموية واللمفاوية المارة عبر الحبل المنوي؛ لتجنّب إصابتها خلال العملية، وقدّرتْ بعض الدراسات نسبة نجاح تِلك العملية في علاج الألم بنحو 76.5%، دون حدوث مضاعفات تُذكَر.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

ليس كُلُّ ألمٍ في الخصية داعٍ إلى زيارة طبيب الذكورة، إذ تكون بعض الآلام طفيفةً وسريعة الزوال، ولكن يُنصّح بزيارة الطبيب في الحالات الآتية:

  • ألم الخصية المفاجئ (الحاد).
  • ألم الخصية المستمر أو المتردد.
  • ظهور كتلة غريبة داخل كيس الصفن.
  • ارتباط ألم الخصيتين بأعراضٍ أُخرى، مثل: الغثيان والقيء.

علاج ألم الخصية في عيادات د. محمد وائل رجب

يعتمد دكتور محمد وائل رجب – استشاري أمراض الذكورة والعقم وصحة الرجل – على أحدث التقنيات التشخيصيّة والعلاجيّة للتعامل مع ألم الخصية، ما يضمَن لمرضاه تشخيصًا دقيقًا لأسباب ألم الخصية، ومن ثَم اختيار آليات العلاج المناسبة لكلِّ مريضٍ على حِدة.

كما يمتاز د. محمد وائل ببراعته في الجراحات الميكروسكوبيّة، التي تُعالج دوالي الخصية المُسبِّبة للألم أو المؤثِّرة في خصوبة الرجل، ويُمكنك التواصل معنا الآن لحجز موعد الاستشارة الطبيّة، والتخلص من آلام الخصية نهائيًّا.

الأسئلة الشائعة عن ألم الخصية

نختِم مقالنا بالإجابة عن أبرز التساؤلات حول ألم الخصيتين، وما ينبغي فعله تجاه ذلك:

ماذا افعل عندما تؤلمني خصيتي؟

إذا كان ألم الخصية حادًّا، فيجدُر بك أن تزور طبيب الذكورة في أقرب وقتٍ لتشخيص سبب الألم والشروع في علاجه باكرًا، وهو الحال أيضًا مع ألم الخصيتين المزمن، إذ يُحتمل أن يكون وراءه عددٌ كبيرٌ من الأسباب، والتي تتفاوت في خطورتها، وتأثيرها على المدى البعيد.

أمّا آلام الخصية اليسيرة، الناتجة عن الصدمات البسيطة، فيُمكن التعافي منها بمرور الوقت دون أي مُشكلة، شريطة التزام العلاج التحفظي، بالراحة، وتقليل المجهود، وتناول مسكنات الألم عند الحاجة إليها، وإذا لم يزُل الألم أو ازدادتْ حِدّته؛ فننصح باستشارة الطبيب أيضًا.

ما سبب ألم الخصية بعد القذف؟

قد تشعر بألمٍ في الخصية مع أو بعد القذف عند وجود عدوًى في الجهاز التناسلي، أو التهاب البربخ، أو التهاب الخصية، وربّما مع الفتق الأُربي أيضًا، إلى جانب بعض المُشكلات الأُخرى، فإذا تكرّر ألم الخصية بعد القذف أو خلاله؛ فينبغي أن تستشير الطبيب لتشخيص سبب الألم وعلاجه.

ما سبب ألم الخصية عند الانتصاب

يُعد ارتفاع ضغط الدم البربخي أو احتقان الخصية سببًا رئيسيًّا لألم الخصية عند الانتصاب أو بعده، خاصّةً مع عدم بلوغ النشوة الجنسيّة أو قذف السائل المنوي، ما يُسبِّب ألمًا وشعورًا بعدم الارتياح، وقد يُساعد القذف في تخفيف الألم، ولكنْ يُفضّل زيارة طبيب الذكورة للاطمئنان أكثر على سلامة الجهاز التناسلي، خصوصًا عند تكرار ذلك الألم.

خاتمة

ختامًا – عزيزي القارئ – الم الخصية اليسرى أو اليمنى أو كلتيهما قد يكون ألمًا عابرًا دون أيّ مشكلة، وقد يحمِل في طيّاتِه دلالةً على مشكلةٍ صحيّة، ولذا ينبغي عدم الاستهانة بالألم إن كان حادًّا أو زادت مُدّته عن المتوقّع، فزيارة الطبيب تمنحُك الطمأنينية على صحّتك، وتُساعدك في اكتشاف أيّ مشكلةٍ باكرًا قبل تفاقمها.. نتمنّى لكم دوام الصحة والعافية.

المصادر

Discover more from عيادات دكتور محمد وائل رجب

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading